37
37
روضة الصائم

فتاوى يجيب عنها فضيلة مساعد المفتي العام للسلطنة

23 أبريل 2021
23 أبريل 2021

الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي -

  • الشخص الذي كان في أيام طفولته يأخذ من أموال الناس دون أن يشعر أن ذلك حرام يفعل ذلك بحكم اختلاطه بالأطفال وغيرهم بعد أن كبر استسمح من أهل البستان ومن أهل الحقوق فسامحوه هل ذلك يجزيه؟

إن سامحوه بطيب أنفس منهم وبرضا فنعم تبرأ ذمته، لكن الذي نحبه لمن وفقه الله تبارك وتعالى للانتباه لما صدر منه في صباه أو إبان مراهقته أو في سالف أيامه مما أخذه من أموال الناس ولو كان قليلا حينما يوفقه الله تبارك وتعالى إلى التوبة فليسع إلى الخلاص مما في ذمته بأداء حقوق العباد إليهم، فيستغفر ربه جل وعلا مما أتاه ويؤدي هذه الحقوق إلى أصحابها، فيأخذ ثمن ما أخذ معه ويعرضه عليهم فإن أخذوه فالحمد لله وإن سامحوه فالحمد لله لكن أن يخبرهم دون أن يؤدي إليهم أو أن يأتيهم بما عليه لهم، فقد لا يكون رضاهم عن طيب نفس. وهنا تنبيه بسيط أيضا ليس كل حياء مؤثرا في الأحكام ففيما يتعلق بحقوق العباد المبنية على المشاحة هناك قدر من الحياء بين الناس لا أثر له في الأحكام، لكن هناك قدر مؤثر إذا بدت على سبيل المثال الكراهة في وجوههم أو ما يبدو عليهم من أحوال كفاف وتعفف لكنهم في حاجة إلى المال ولم يرغبوا في أن يردوا هذا التائب المتخلص، فإذن ينظر في هذه الأحوال، الأولى كما تقدم أن يأتيهم بما عليه لهم، ونظرا لأن هذا الأمر حصل من سنوات بعيدة فليأتهم بقيمة ما أخذ ويقدر القيمة بما تطمئن نفسه أنه يماثل إن لم يكن أكثر مما أخذه ساعتها ينظر هل يقبلون أو يسامحونه منها. والله تعالى أعلم.

  • نريد شرحا لعبارة يذكرها الفقهاء دائما في هذا المقام: الحقوق بين الإنسان والله مبنية على المسامحة وبين العباد وبعضهم على المشاحة ما المقصود؟

أما فيما بين العبد وربه فهي مبنية على المسامحة فذلك فضل من الله تبارك وتعالى ورحمة، فالله عز وجل لطيف بعباده رحيم بهم يقبل توبة التائب إن أتاه نادما مستغفرا مقرا معترفا. وأما فيما يتعلق بالعباد فالمقصود بالمشاحة أي أن النفوس تشح بما لها، بالحقوق التي لها، فكلُ يريد أن يستأثر بالذي له، كل يريد أن يغالب الآخرين فيما هو له هذا هو معنى المشاحة لأنها مبنية على المشاحة لا بد من الاحتياط والاحتراز بحيث لا تمتد يد الإنسان إلى مال غيره إلا بوجه شرعي صحيح، ولهذا نجد في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- التحذير البالغ من أكل أموال الناس بالباطل أو أكلها ظلما ولو كان شيئا يسيرا.